من منا لا يحب أن يعيش بحرية
من منا لا يريد أن يتمتع بما كفلته لنا الشريعة الغرّاء
من حريةٍ في المساحة المسموح بها بما يرضي الله
للأسف نجد أنفسنا حبيسي سجنٍ عالي الأسوار يقيِّدنا ..
ويقمع أرواحَنا بل ويخنقها في كثير من الأحيان
نقبع مع أوهامٍ خائفين ، مترقِّبين ،
نحسب لخطواتنا ألف ألف حساب
ليس بالضرورة أن تكون خطواتنا
إلى طريقٍ خاطئ والعياذ بالله
ولكن تُصُوِّرَ لنا هذا ، فهناك من يحسب
علينا أنفاسنا ، ويعدُّ لنا خطواتنا
إنها مشكلة تؤرق مضاجعنا ، تورِّث الهم ،
تجعلنا رهائن هذا السجن
وإن كان بلا قضبان..
سمعناها منذ الصغر ، وكبرت معنا ،
حتى تحوَّلت إلى عقدةٍ عند الكثير منا
أصبح همُّهم الوحيد كيف يتلافوها وينأوا بأنفسهم عنها
الغني والفقير ، الأرملة والمطلقة
من تزوجت ومن لم تتزوج ، الموظف والعاطل
كلهم أصبحوا الخيوط التي تنسجها
الألسن في المجالس والتجمعات
إلا من رحم ربي ..
أحيانا يصل الأمر إلى حدٍّ لا يطاق
من تدخل البعض في أمور حياتنا
بل يتعدى الأمر إلى أدقِّ التفاصيل في الأكل واللبس
حتى تخطَّاه إلى اختيار الأصدقاء تحسُّباً لكلام الناس
بعض الناس أصبح همهم الأوحد هو
تَتَبُّع العيوب والأخطاء لكي ينتقدوا غيرهم
برأيي الشخصي ؛ أن من يفعل هذا
إنما هو الإنسان الناقص الذي يجب عليه أن
يتفقَّدَ عيوبه ويعمل على تعديل
ما اعوجَّ منها وتقويمه
وهم ما ينطبق عله المثل
عيوبي لا أراها وعيوب الناس أجري وراها
نأتي الآن لمن يحسب لكلام الناس ألف حساب
فهل خوفه مُبَرَّر ، هل رهبته
من كلامهم ، ومن ردة فعلهم
تستحقُّ كل هذا العناء منه؟
فتنقلب حياته ، ويعشِّش الوسواس
في عقله ، فلا يكاد يخطو خطوة إلا ويلتفت حوله
لا همَّ له إلا إرضاء الناس ويا ليته يفعل !!
لا يعرف المسكين أن إرضاء الناس غايةً لا تُدرَك
فلا يُعقل لأيٍّ كان أن يخسر أحلامه
ويبتعد عن طموحاته ، ويتخلى عنها
من أجل إرضاء فلان ، وعلان !!
فمن كان يحافظ على سلوكه
وأخلاقيات الإسلام لديه ويعمل
بتعاليم ديننا الحنيف
لن يطاله كلام الناس ولن يحسب له أدنى حساب
وكما يُقال
واثقُ الخُطى يمشي مَلِكاً
أحبتي في الله
علينا أولا وأخيراً إرضاء الله تعالى
أنه من يملك القلوب ، فإذا أرضيناه أحبَّنا الله ،
ومن أحبَّه الله
رضي عنه قال تعالى :
[ وتخشى الناس والله أحقٌ أن تخشاه ]
صدقَ الله العظيمْ
قال الله تعالى:
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
سيجعل لهم الرَّحمن وُداً).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"من أسخط الله في رضا الناس
سخط الله عليه وأسخط عليه
من أرضاه في سخطه ومن أرضى
الله في سخط الناس رضي الله عنه
وأرضى عنه من أسخطه في
رضاه حتى يزينه ويزين قوله وعمله في عينيه
الراوي: عبدالله بن عباس
المحدث: المنذري -
المصدر: الترغيب والترهيب -
الصفحة أو الرقم: 3/209
خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد قوي
من هنا نأتي للتحاور في هذه القضية
هل لكلام الناس أي تأثير على حياتِك ؟؟
وإلى أي مدى ممكن أن يؤثر بك ؟
هل تعملون بشعار إرضاء الناس
غاية لا تدرك فلا تبالي بما يقولون؟
ماذا ستفعل إن تناولك البعض بكلامٍ جارحٍ ؟
هل أصبحنا بزمنٍ نخضع فيه لــِ كلام الناس
على اعتبار أن
العيار الذي لا يصيب ...يزعج !!
مما راق لي