قول الحق تبارك وتعالى: ((لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ))[الواقعة:79]، من هم المذكورون في هذه الآية؟
الصواب أن المراد بذلك المطهرون من الأحداث من الجنابة والحدث الأصغر، فلا يمس المصحف إلا المطهر الذي على طهارة من الحدث الأصغر، والأكبر جميعاً؛ ولهذا كتب النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أهل اليمن ألا يمس القرآن إلا طاهر، وكان الصحابة رضي الله عنهم يفتون بألا يمسه إلا طاهر، يعني ما كان على طهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، والقرآن الكريم،؛ولهذا قال بعده: تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (43) سورة الحاقة، أما قراءته فلا بأس، أن يقرأ، وإن كان على غير طهارة صغرى، أما الكبرى فلا بد منها حتى ولو كان من غير المصحف، لا يقرؤه الجنب، أما من عليه حدث أصغر، فلا بأس أن يقرأه عن ظهر قلب ولا يشترط فيه الطهارة، لكن لا يمس المصحف إلا بالطهارة، واختلف العلماء في الحائض والنفساء هل هما كالجنب، أو لهما أن تقرءا عن ظهر قلب؛ لأن مدتهما تطول، والصواب أنهما ليستا كالجنب؛ لأن مدتهما تطول فلا تقاس مع الجنب، والصواب أن لهما القراءة عن ظهر قلب كالمحدث حدثاً أصغر.