مدينة الحزن..
لا أدري كيف وصلت المدينة..
حاملا حقيبة ضاجة بالضجر
حازما أمري كي لا أعود إلى زمني المستتر
أسوق خطاي مؤمنا بالقدر
وصلت وقد أنهكتني الطريق
وصلت وحالي كحال الغريق
سألت المدينة ما بالك صامتة ؟
لماذا هذا الحزن في عينيك ؟
ولأن سؤالي سخيف
لم تجبني المدينة..
رغم حزني أنا ورغم الضجر
بقيت أطوف بين الشوارع
أحمل بين يدي هدايا الفرح
و أيامي التي رافقتني راحت تشيع المرح
لكنني في غمرة الحزن اللعين حزنت
لم أجد من جواب..
لم أر في حياتي مثل حزن المدينة..
أدارت إلي المدينة بعض وجه
وقالت تخاطبني بالسؤال:
يا أنت ماذا تريد ؟
أجبت: أريدك أنت
أريد الحديث إليك
أمسح الدمع عن مقلتيك
أنا بعد حزني اتجهت إليك
هويت إليك..
أحث الخطى كي أراك
وكم في طريقي نجوت
نجوت أنا من هلاك
لكنني في النهاية تهت
بين شوارعك الصامتة
و ألوان جدرانك الباهتة
كأنك منتهى كلّ السواد
أيا مدينة الحزن..
أما وقد جئت إليك
تعالي إلي..
هاك يدي..
تعالي نواعد أنفسنا بالأمل
تعالي نعيش طفولتنا و الصغر
تعالي نداوي جراح الكبار
بقلب البراءة..
قلب الطفولة..
قلب الحياة..