بعد خلاف صغير ومشكلة يسيرة بادرت بالاتصال على والدتها بصوت متهدج ونبرة حزينة و بعد
مقدمة توجع القلوب وتفطر الأكباد نقلت لها مشكلة غير المشكلة التي حدثت لها مع زوجها حيث
(التضخيم والمبالغة)، وللأسف بعض الأمهات يتفاعلن مع هذا الانفجار العاطفي لبناتهن (بحماقة)
فتجدها توجه ابنتها بنصائح سقيمة (مفخخة) وتوجيهات (تعبوية تحريضية) تجاه الزوج،
وبعدها لاتسل عن النتائج.. خصام وقطيعة، توتر وشقاق،ثم طلاق!
وقفات:
* إن العاقل أختي الزوجة لا يقدم على أي تصرف إلا بعد قياس الخسائر والمكاسب!
هل سألتِ نفسك عن الفائدة المحنية من نقلك لمشاكلك الزوجية لبيت أهلك؟
وهل تتوقعين أن والدتك ستقف موقف الحياد وأنت تشكين إليها وقد قطعتك العبرات وترقرق الدمع في عينيك!؟
إن المكسب الوحيد من هذه التصرفات لايتجاوز الاستمتاع (بإدانة) الزواج من قبل من حولك
والتعاطف معك وهو مكسب ضئيل خسيس! والحكماء هم من يقاومون تلك الرغبة المشتعلة
ويؤجلون إشباعها في سبيل مصلحة أعظم ألا وهي المحافظة على عش الزوجية.
أما الخسائر فهي كثيرة فمنها خيانة الزوج بإفشاء أسراره وكشف ما يجب أن يستر في حياتكما
إضافة إلى تصعيد المشكلة وتكثير أطرافها وهذا ما سيزيدها تعقيدا وصعوبة.
وكذلك إزعاج الأم وتأجيج قلبها على الزوج كما أن إقحام الأم في تلك المشاكل ليس من البر في
شيء فإشغال الأهل وتكدير مزاجهم في مالا يستحق وتحميلهم أعباء إضافية أظنها إحدى ضروب العقوق..
وهذا لايعني إخفاء كل شيء عن الأهل فهناك حالات لايسكت عنها (كإدمان أو عنف دائم) تستلزم
الاستشارة وأخذ الرأي ولكن يجب أن ينتقى هذا الشخص بعناية والمفارقة أنه سوف يأتي يوم
وتندمل فيه جراحك وتتجاوزين الموقف لكن قلب والدتك المستعر من سيطفئه؟
كثير من الإخوة يشتعل قلبه ويحمر أنفه ويتمعر وجهه إذا ما سمع شكوى أخته من زوجها وتراهم
بعدها يتورطون في تصرفات (صبيانية خرقاء)كان يعمد أحدهم إلى الاتصال بالزوج وسبه وشتمه
وهو بهذا التصرف لاينتصر لأخته في الحقيقة إنما ينتصر لكرامته التي يظن أنها قد مست! وهم
كمن يجاهد في غير عدو للأسف! والكثير من الأزواج لايقبل مطلقا بتلك الإهانات ولا يرضى بها
من أي كائن كان ولو كان ثمن ذاته الجريحة الانفصال فلن يتردد فيه! و بعدها ستعود الزوجة إلى بيت أهلها وقد سبقها لقب مطلقة!!
والمفارقة المضحكة المبكية أن هولاء الإخوة (الأشاوس) لن تجدهم حاضرين فيما لو احتاجت
إليهم أختهم مستقبلا في قضاء حاجة لها (وأنا لا ألومهم فالكل منشغل بنفسه ولا طاقة لهم بتحمل
أعباء إضافية) وعندها ستعرف حق وقدر الزوج! وكثيرا ما سمعت من أخواتي المطلقات يتحدثن
بلهجة غلفها ندم بالغ وحسرة موجعة جملة (نار زوجي ولا جنة أهلي)
* أختي الزوجة إن العقل والنقل يتفقان على أن زوجك هو أقرب الناس إليك وحتى من أهلك
تحياتي اختي الزوجة